مارتن هيدجر: نداء الحقيقة PDF - رفوف

اخر المواضيع

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

مارتن هيدجر: نداء الحقيقة PDF

[wpedon id="1562" align="left"]



كتاب يحاول تقديم فلسفة هيدجر للقارئ العربي ، لكن أشك أن يتلقاه القارئ غير الدارس للفلسفة بشكل مرضي ، ويرجع ذلك لصعوبة ” هيدجر ” حتى على المتخصصين ..

لذا من الصعب أن تعرض لكتاب فلسفي بهذا العمق والتخصص .. خاصة بعد أن خضت معه معركة المصطلحات والأفكار العويصة ، لكني يمكن أن أعرض لفكرتين من فلسفة هيدجر ، وهما ( الوجود الانساني الاصيل ) و ( ماهية الحقيقة ) .. وهما الأهم في هذا الكتاب في رأيي

يتميز الإنسان عند هيدجر عن باقي الموجودات بأنه ” الموجود الوحيد الذي يسعى لفهم الوجود العام ، والذي يمتلك تفسيراً محدداً له ” .. كذلك فالإنسان هو الموجود الوحيد القادر على ” الانفتاح ” علىى باقي الموجودات

[button color="blue" size="small" link="http://festyy.com/wetYu1" icon="fa fa-file-pdf-o fa-2x" target="true" nofollow="false"]تحميل[/button] [button color="blue" size="small" link="http://festyy.com/wetYc1" icon="fa fa-file-pdf-o fa-2x" target="true" nofollow="false"]تحميل[/button] [button color="red" size="small" link="http://festyy.com/wetYDD" icon="fa fa-book fa-2x" target="true" nofollow="false"]قراءة لأونلاين[/button]




يطلق هيدجر على علاقة ” الموجود – الإنساني ” مع الوجود العام مصطلح ( التواجد ) ، فالإنسان هو الموجود القادر على فهم واختيار ذاته ، وتقاعسه عن هذا الاختيار أو ترده في القيام به هو في حد ذاته نوع من الاختيار ” فالموجود – الإنساني ” لا يملك أن يهرب من حالة أنه ( ملقى – به – هناك ) أي في الوجود ، ( وبالقرب – من الموجودات ).. وإنطلاقاً من الفكرة السابقة يميز هيدجر بين نوعين من الوجود الإنساني :

أما الوجود الانساني الأصيل فهو أن يفهم الإنسان ذاته وأن يحيا في الوجود بناء على إمكانياته التي تبلغه ذاته ؛ والتي تحقق له ( وجوده ) بعيداً عن الزيف ، وهو على كل حال لن يحقق من إمكانياته إلا بقدر ما يستطيع تحقيقه بالفعل !

لكن الوجود الانساني غير الأصيل فهو أن يخضع ” الموجود – الإنساني ” لسيطرة الأخرين ، وأن تحكم تصرفاته محاولات إرضاء الناس أو أن يقع فريسة لتصوراتهم المسبقة ..

هكذا فإن أمام الإنسان سبيلين : فإما أن يتمكن من فهم نفسه فيي ضوء إمكاناته الصميمة ، وعند إذن ( يكون ) في الحقيقة ، وإما أن يفهم نفسه من خلال العالم الذي أضاع نفسه فيه ويضيعها أبداً ، وعند إذن يكون في اللا حقيقة والزيف .

هذه الذاتية نجدها عند نيتشه والذي يعد هيدجر من أكبر المتأثرين به .

لكن هذه ليست دعوة للعزلة والانقطاع عن العالم كما قد يفهم من الوهلة الأولى ، بل على العكس تماما.. فالموجود الإنساني بطبيعته ( وجود – مع – الأخرين ) . فهو محتم عليه أن يدخل في علاقة مع الأخرين ، وحتى الإنسان الذي يتجنب الاختلاط بغيره من الناس إنما يثبت – بهذا الفعل نفسه – غير الحاضر بوصفه ذلك الذي يتجنبه .

والتجربة الوجودية عند هيدجر هي أنه ( يسير نحو الموت ) ، .. والموت هو أعلى إمكانية للوجود الإنساني ، ولا يفهمه أو يشعر به سوى الموجود – الإنساني الذي يحيا ويفكر بنحو أصيل ، وهذا الإدراك الأصيل لتجربة الموت يجعل الموجود – الإنساني يسلك في الحياة مسلك ( الوجود – للموت ) ، .. أو العيش من أجل الإنتهاء ، أي أن يعيش في حالة من الانتظار والتوتر والترقب لإمكانية الموت التي ستقع حتماً وفي أي وقت ( وهو امر لا يدركه باقي الموجودات – الإنسانية التي تحيا وتفكر على نحو غير أصيل ) ، .. وبهذه المواجهة والإدراك الأصيل للموت تنفصم علاقة الموجود – الإنساني مع الموجودات الإنسانية الأخرى ، ويرد غلى وحدته وتفرده مع ذاته ، وبإدراكه هذا يكون في حالة استباق دائم للموت .

الفكرة الأخرى الهامة في فلسفة هيدجر الوجودية هي ماهية الحقيقة ..
لما كان الموجود _ الإنساني بطبيعته ( تواجد ) ، .. أي أنه الموجود الوحيد القادر على الفهم والتفسير لطبيعة الموجودات الأخرى ؛ فإن الإنسان من الناحية الشكلية هو مصدر الحقيقة ، .. لأن بلوغ الحقيقة يتطلب موجوداً ( منفتح ) على ذاته وعلى باقي الموجودات الأخرى .. وهذه القدرة على الكشف تميزه ، .. وهذا الكشف وحده هو الذي تقوم عليه كل حقيقة أساسية ، ومن خلال جدلية الاحتجاب والتكشف ، والتعمق في فهم هذه التجربة ، يخلص هيدجر إلى هذه القضية الهامة : ” أن الحقيقة واللا حقيقة لا ينفصمان ” .

فمجال تحجب الموجودات هو أسبق في الوجود من كل ( تكشف ) أو ظهور للوجود ، .. والوجود الكلي لا ينفك يظهر للموجود الإنساني – مهما حاول تجاهله – من خلال الموجودات الجزئية .

لكن هذا التكشف للموجودات الجزئية لا يتم إلا على نحو جزئي ، فهو يتم في ظل احتجاب الموجود الكلي وعلى أساسه ، .. وكلما اتسعت معرفة الموجود الإنساني بالموجودات الجزئية إندفع الموجود الكلي إلى الاحتجاب ، وكلما زاد نجاح الإنسان في هذا الكشف الموهوم زاد الاحتجاب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق