1-مفهوم القيمة: كلمة قيمة valeur مشتقة من الفعل اللاتيني Valeo و معناها أنا قوي أو غنني بصحة جيدة، و يطلق لفظ قيمة اصطلاحا على كل موضوع نرغب فيه أو هدف نسعى لبلوغه أو توازن نحرص على تحقيقه، و كلمة قيمة جارية الإستعمال في المجال الإقتصادي إلا أن هناك أيضا القيم الأخلاقية و القيم الجمالية و المنطقية و الإجتماعية و النفسية و الدينية…
ومن الأوائل الذين استعملوا لفظ قيمة بالمعنى الفلسفي نجد الفيلسوف الصيني لاوتزو ( 570-490 ق.م ) الذي تنسب له الفلسفة الطاوية، الفلسفة التي جعلت صلب اهتمامها بحث مبادىء الأشياء و الطريق الصحيح للقدر الإنساني.
وفي نظر السفسطائيين فإن القيم نسبية بناء على معيار الإنسان مقياس كل شيء، الأمر الذي رفضه سقراط فنادى بقيم ثابتة مطلقة و قائمة على العقل، أما تلميذه أفلاطون فقد اعتبر الله مقياس كل شيء و هو القيمة العليا التي تستمد منها سائر الكائنات قيمتها بحسب اقترابها منها أو ابتعادها عنها.
من جهتهم عالج فلاسفة العصور الوسطى القيم تحت اسم الخير المطلق أو الكمال كما هي الحال لدى القديس توما الإكويني ( 1225-1274 ) الذي وحد بين القيمة العليا و الفلسفة الأولى.
أما في العصر الحديث فإن كانط ( 1724- 1804 ) من خير من اهتموا بدراسة القيم و يظهر ذلك بصفة خاصة في كتابه نقد العقل العملي.
و قد اهتمت فلسفة القيم في القرن العشرين بتأسيس الأحكام المرتبطة بالتقدير الذي يرتد إلى الانفعال ( الميول و الرغبات ) بعيدا عن التقدير الذي يستمد وجوده من العقل.
2- تصنيف القيم: هناك محاولات متنوعة لتصنيف القيم منها:
2-1/ التصنيف الزوجي التقابلي: ينظر بعض المفكرين للقيم في شكل أزواج متقابلة و أهمها:
من جهتهم عالج فلاسفة العصور الوسطى القيم تحت اسم الخير المطلق أو الكمال كما هي الحال لدى القديس توما الإكويني ( 1225-1274 ) الذي وحد بين القيمة العليا و الفلسفة الأولى.
أما في العصر الحديث فإن كانط ( 1724- 1804 ) من خير من اهتموا بدراسة القيم و يظهر ذلك بصفة خاصة في كتابه نقد العقل العملي.
و قد اهتمت فلسفة القيم في القرن العشرين بتأسيس الأحكام المرتبطة بالتقدير الذي يرتد إلى الانفعال ( الميول و الرغبات ) بعيدا عن التقدير الذي يستمد وجوده من العقل.
2- تصنيف القيم: هناك محاولات متنوعة لتصنيف القيم منها:
2-1/ التصنيف الزوجي التقابلي: ينظر بعض المفكرين للقيم في شكل أزواج متقابلة و أهمها:
– القيم الكامنة و القيم الوسيلية: و يقصد بالقيم الكامنة ما اشتملت على الخير في ذاتها و بذاتها فهي لا تخدم غاية معينة، فهي الغاية ذاتها، مثال ذلك قيمة السعادة، أما القيم الوسيلية فهي القيم التي تتخذ كوسيلة لغاية قيم أخرى، فليس للمال قيمة إلا من حيث هو وسيلة لتلبية مطالب الحياة.
-القيم العليا و القيم الدنيا: لئن كانت القيم العليا تتسم بالرقة فإنها تتحقق على العموم بناء على القيم الدنيا، فالقيم العقلية التي تعتبر قيمة عليا كالمعرفة مثلا تبنى على القيم الإقتصادية الدنيا مثل الدخل.
-القيم الدائمة و القيم العابرة.
-القيم الإشتمالية و القيم الإستبعادية.
2-2/ تصنيف علماء الإجتماع: يقترح فريق من علماء الاجتماع تصنيفا للقيم على أساس الشكل و المحتوى و القصد و الشدة و التنظيم و الدرجة، و في المقابل يدرج فريق آخر من علماء الاجتماع القيم حسب محتواها و ما تعكس من أنشطة انسانية مثل القيم النظرية و العملية و الجمالية و الاجتماعية و السياسية و الدينية.
2-3/ يميز ماكس شيلر ( 1874-1928 ) بين عدة أنواع من القيم فهناك القيم المستحبة و قيم الحياة، و القيم الجمالية و الأخلاقية و الدينية.
2-4/ تتناول الفلسفة القيم من ثلاثة أبعاد هي الحق، الخير و الجمال:
2-4-1/ الحق: الحق قيمة يتناولها المنطق من خلال تحديده للقواعد التي تسمح بتمييز صحيح الفكر من فاسده، و قد اختلفت المذاهب في إقرار المعيار الذي يقاس عليه الصدق، فهناك من يرى المعيار متمثلا في الوضوح و التميز، و هناك من يعتقد أن المقياس هو تطابق ما بالأذهان مع ما في الأعيان، كما أن فيهم من يجعل الفائدة العملية هي المعيار.
2-4-2/ الخير: من بين المعاني التي يحملها الخير معنى الكمال و السعادة، و هو لدى البعض أسمى القيم، فأفلاطون يقول: ” الجمال هو بهاء الخير” كما يقول كانط: ” الجمال و الجلال رمزان كاملان لمثال الخير”. و علم الأخلاق هو العلم الذي يختص ببحث مسائل الخير، فهو يدرس المعايير التي تساعد على تمييز الفعل الصائب من الخاطئ ( الخير من الشر ).
إن الأخلاق لا تكتفي بوصف المثل الأخلاقية التي يعتنقها البشر بل تبحث عن المثال الذي يستحق الإتباع أكثر من غيره، مبينة سبب التفضيل أو عدم التفضيل، الإستحسان أو الإستهجان، إنها تبحث فيما يجب أن يكون عليه السلوك الإنساني، إنها لا تهتم بما يعتبره فرد معين أو مجموعة من الأفراد صائبا و إنما تختص أيضا ببحث الخير الأسمى.
و يقتضي الخير الأقصى بعض الشروط ليتحقق، وتتمثل أهمها في:
– ينبغي أن يكون ممكن التحقيق ولو بصورة جزئية، حتى يكون وثيق الصلة بالحياة البشرية ، و يكفي أن يشعر الناس بإمكان تحقيقه لتبرير تكرير الحياة من أجل بلوغ هذا الهدف، بالإضافة إلى أنه ينبغي بناء خطة للحياة حول هذا الهدف المتمثل في الخير الأسمى.
– ينبغي أن يكون خيرا في ذاته و ليس وسيلة لغيره، شاملا تندرج تحته كل أوجه النشاط البشري بوصفها و سائل لتحقيقه.
2-4-3/ الجمال: يعرف البعض الجمال بأنه ما تتوافر فيه صفات الانسجام و التوافق و الوحدة و الإيقاع و النظام و الرشاقة و غيرها من الأوصاف التي تحقق في الخبرة الجمالية اللذة، فالتجربة الجمالية سارة نستشعر فيها اللذة بوصفها خاصية مميزة للشيء نفسه.
و إن كان الجمال غاية الفن، فإن وظيفة الفنان لا تقوم على تقليد الطبيعة و محاكاة مناظرها بل تكمن مهمته في أن يضيف عليها جمال من ذاته مما يختلج خياله و عواطفه، و عليه لا يقاس الجمال بمدى مطابقته للواقع، كما لا يكون للصدق في الفن نفس المعنى الذي نراه في العلم، فالصدق في الفن مرتبط بصدق التعبير عن المشاعر الشخصية بخلاف الصدق في المنطق أو في العلم الذي يعني صدق النتائج بالقياس إلى المقدمات أو الواقع.
3- طبيعة القيم: لقد تنوعت التصورات المفسرة لحقيقة و صفات هوية القيم و من بين أبرزها يمكن أن نذكر:
التفسير البيولوجي: إن القيمة نوع من المنفعة الحيوية التي يحققها هذا الموضوع أو ذاك، فالقيمة ذات صبغة عضوية تطورية، و لكل كيان عضوي كماله الخاص، فالقيمة ذات طابع غائي، فالحكم على المعتقدات الخلقية – في تصور أحد أنصار هذا المذهب – مرهون بمدى كفاءتها و قدرتها على تعميق الاتجاه العام للتطور و دفع عجلته، و بهذا الشكل تكون القيم وثيقة الصلة بالميول العضوية للإنسان.
التفسير الاجتماعي: إن القيم وليدة الحياة الجماعية، فالجماعة تدفع الفرد للاتصاف بمبدإ الغيرية، الذي يحقق نسيان الذات و التجرد من المصلحة و التحرر من المشاغل الشخصية و المضي صوب تحقيق الغايات المشتركة بين الجماعة بروح ملؤها النزاهة و الإخلاص و نبذ الذات، فالمثل العليا عناصر فعالة تحركها القوى الاجتماعية و ليس التصورات العقلية و التأملات المجردة.
التفسير النفسي: ترتبط القيمة لدى بعض السيكولوجيين بمحتوى الوعي أو الوجدان، فليس ثمة قيمة إلا ما كان يرضي رغبة أو يثير انفعالا أو يتجسد دافعا، فالقيم حسب فرويد (1856-1939 ) مثلا ناتجة عن مستويات و أحوال مختلفة من الإعلاء، يتم فيها إبدال طاقة الدافع أو الرغبة من موضوعها الأصلي إلى موضوع آخر ذي قيمة ثقافية و اجتماعية.
-القيم العليا و القيم الدنيا: لئن كانت القيم العليا تتسم بالرقة فإنها تتحقق على العموم بناء على القيم الدنيا، فالقيم العقلية التي تعتبر قيمة عليا كالمعرفة مثلا تبنى على القيم الإقتصادية الدنيا مثل الدخل.
-القيم الدائمة و القيم العابرة.
-القيم الإشتمالية و القيم الإستبعادية.
2-2/ تصنيف علماء الإجتماع: يقترح فريق من علماء الاجتماع تصنيفا للقيم على أساس الشكل و المحتوى و القصد و الشدة و التنظيم و الدرجة، و في المقابل يدرج فريق آخر من علماء الاجتماع القيم حسب محتواها و ما تعكس من أنشطة انسانية مثل القيم النظرية و العملية و الجمالية و الاجتماعية و السياسية و الدينية.
2-3/ يميز ماكس شيلر ( 1874-1928 ) بين عدة أنواع من القيم فهناك القيم المستحبة و قيم الحياة، و القيم الجمالية و الأخلاقية و الدينية.
2-4/ تتناول الفلسفة القيم من ثلاثة أبعاد هي الحق، الخير و الجمال:
2-4-1/ الحق: الحق قيمة يتناولها المنطق من خلال تحديده للقواعد التي تسمح بتمييز صحيح الفكر من فاسده، و قد اختلفت المذاهب في إقرار المعيار الذي يقاس عليه الصدق، فهناك من يرى المعيار متمثلا في الوضوح و التميز، و هناك من يعتقد أن المقياس هو تطابق ما بالأذهان مع ما في الأعيان، كما أن فيهم من يجعل الفائدة العملية هي المعيار.
2-4-2/ الخير: من بين المعاني التي يحملها الخير معنى الكمال و السعادة، و هو لدى البعض أسمى القيم، فأفلاطون يقول: ” الجمال هو بهاء الخير” كما يقول كانط: ” الجمال و الجلال رمزان كاملان لمثال الخير”. و علم الأخلاق هو العلم الذي يختص ببحث مسائل الخير، فهو يدرس المعايير التي تساعد على تمييز الفعل الصائب من الخاطئ ( الخير من الشر ).
إن الأخلاق لا تكتفي بوصف المثل الأخلاقية التي يعتنقها البشر بل تبحث عن المثال الذي يستحق الإتباع أكثر من غيره، مبينة سبب التفضيل أو عدم التفضيل، الإستحسان أو الإستهجان، إنها تبحث فيما يجب أن يكون عليه السلوك الإنساني، إنها لا تهتم بما يعتبره فرد معين أو مجموعة من الأفراد صائبا و إنما تختص أيضا ببحث الخير الأسمى.
و يقتضي الخير الأقصى بعض الشروط ليتحقق، وتتمثل أهمها في:
– ينبغي أن يكون ممكن التحقيق ولو بصورة جزئية، حتى يكون وثيق الصلة بالحياة البشرية ، و يكفي أن يشعر الناس بإمكان تحقيقه لتبرير تكرير الحياة من أجل بلوغ هذا الهدف، بالإضافة إلى أنه ينبغي بناء خطة للحياة حول هذا الهدف المتمثل في الخير الأسمى.
– ينبغي أن يكون خيرا في ذاته و ليس وسيلة لغيره، شاملا تندرج تحته كل أوجه النشاط البشري بوصفها و سائل لتحقيقه.
2-4-3/ الجمال: يعرف البعض الجمال بأنه ما تتوافر فيه صفات الانسجام و التوافق و الوحدة و الإيقاع و النظام و الرشاقة و غيرها من الأوصاف التي تحقق في الخبرة الجمالية اللذة، فالتجربة الجمالية سارة نستشعر فيها اللذة بوصفها خاصية مميزة للشيء نفسه.
و إن كان الجمال غاية الفن، فإن وظيفة الفنان لا تقوم على تقليد الطبيعة و محاكاة مناظرها بل تكمن مهمته في أن يضيف عليها جمال من ذاته مما يختلج خياله و عواطفه، و عليه لا يقاس الجمال بمدى مطابقته للواقع، كما لا يكون للصدق في الفن نفس المعنى الذي نراه في العلم، فالصدق في الفن مرتبط بصدق التعبير عن المشاعر الشخصية بخلاف الصدق في المنطق أو في العلم الذي يعني صدق النتائج بالقياس إلى المقدمات أو الواقع.
3- طبيعة القيم: لقد تنوعت التصورات المفسرة لحقيقة و صفات هوية القيم و من بين أبرزها يمكن أن نذكر:
التفسير البيولوجي: إن القيمة نوع من المنفعة الحيوية التي يحققها هذا الموضوع أو ذاك، فالقيمة ذات صبغة عضوية تطورية، و لكل كيان عضوي كماله الخاص، فالقيمة ذات طابع غائي، فالحكم على المعتقدات الخلقية – في تصور أحد أنصار هذا المذهب – مرهون بمدى كفاءتها و قدرتها على تعميق الاتجاه العام للتطور و دفع عجلته، و بهذا الشكل تكون القيم وثيقة الصلة بالميول العضوية للإنسان.
التفسير الاجتماعي: إن القيم وليدة الحياة الجماعية، فالجماعة تدفع الفرد للاتصاف بمبدإ الغيرية، الذي يحقق نسيان الذات و التجرد من المصلحة و التحرر من المشاغل الشخصية و المضي صوب تحقيق الغايات المشتركة بين الجماعة بروح ملؤها النزاهة و الإخلاص و نبذ الذات، فالمثل العليا عناصر فعالة تحركها القوى الاجتماعية و ليس التصورات العقلية و التأملات المجردة.
التفسير النفسي: ترتبط القيمة لدى بعض السيكولوجيين بمحتوى الوعي أو الوجدان، فليس ثمة قيمة إلا ما كان يرضي رغبة أو يثير انفعالا أو يتجسد دافعا، فالقيم حسب فرويد (1856-1939 ) مثلا ناتجة عن مستويات و أحوال مختلفة من الإعلاء، يتم فيها إبدال طاقة الدافع أو الرغبة من موضوعها الأصلي إلى موضوع آخر ذي قيمة ثقافية و اجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق