الفيلم الوثائقي غرف سوداء: في العام 2013، وإبّان حُكمِ التّرويكا بقيادة حركة “النّهضة” الإسلامية في تونس، قُتل زعيمان سياسيّان هما شكري بلعيد ومحمّد البراهيمي. اعترف أفراد من حركة أنصار الشريعة التي كانت مُتحالفة مع حركة النّهضة بتنفيذ الاغتيالين. ومع ذلك، لم يُعرف الطرفُ الذي أمر وخطّط لمقتل الزّعيمين السياسيّين وخصوصا أنّ اليساري شكري بلعيد كان من أشدّ أعداء الحركة الإسلاميّة. قبلها بعام، تمّ صدفة اكتشاف مخزن كبير من وثائق مسروقة من وزارة الدّاخلية التّونسية وأجهزة تجسّس وتنصّت، وحاسوب تضمّن تقارير أمنيّة خطيرة. يكشف هذا الوثائقي ما تضمنته هذه المستندات السرّية ومن خطط ونفذ اغتيال بلعيد والبراهيمي وكيف سعت حركة النهضة الى عرقلة التحقيق وقتها. ويمثل الصحفيون التونسيون مهدي الجلاصي وأحمد نظيف ومراد السليمي والمخرج نضال العازم أمام القضاء، على خلفية إنتاج الفيلم الوثائقي ”غرف سوداء”، الذي يروي قصة ما يسمى ”الجهاز السري“ لحركة ”النهضة“ الإسلامية. وقال الصحفي الجلاصي، في تدوينة له اليوم الخميس، إنه تم استدعاؤه مع زملائه الثلاثة للبحث يوم الإثنين المقبل 17 فبراير / شباط الجاري، قائلا إنه لا يعلم من تقدّم بالشكوى ”لكنها تتعلق بالفيلم الوثائقي الذي يروي قصة الغرفة السوداء بوزارة الداخلية والتي أثبت القضاء وجودها“، بحسب تأكيده. وتساءل الجلاصي: ”هل يُعقل في هذه الدولة المتخلفة أن يتم اعتبار صحفيين ومخرج ذوي شبهة لأنهم أنجزوا فيلما؟“، وفق تعبيره. وكانت حركة ”النهضة“ أكدت في سبتمبر / أيلول الماضي أنها ستقاضي إحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية، على خلفية بثها الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة ما عُرف بالجهاز السري للحركة، معتبرة أن ذلك الفيلم يهدف إلى إرباك المسار الانتخابي وإلى إلصاق تهمة بها زورا، وفق قولها. ويوجه الفيلم الوثائقي أصابع الاتهام لحركة ”النهضة“ بالضلوع وراء التخطيط لجريمتي اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي سنة 2013، وبمحاولة توظيف الجهاز الأمني لتنفيذ مخططاتها. وسيتم الاستماع إلى كل من الصحفيين مهدي الجلاصي وأحمد نظيف ومقدم البرامج والصحفي مراد السليمي والمخرج نضال العازم كذوي شبهة، بحسب ما ورد في الاستدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق