حين نقرأ كتباً في المنطق الرمزي نجده يتناول نظريات رئيسية أربعة: حساب القضايا، وحساب المحمول، وحساب الأصناف، وحساب العلاقات، ويعرض موضوع كل نظرية وعناصرها ومصطلحها الرمزي وقوانينها، لكنها لا يذكر صاحب هذه النظرية أو تلك أو صاحب هذه الفكرة أو تلك من أفكار النظريات.
والكتاب الذي بين أيدينا ليس كتابا في المنطق الرمزي بالمفهوم السابق، وإنما موضوعه دراسة تاريخية تتبع تلك النظريات الأربعة نشأة وتطوراً وتربطها بأعلامها، حينئذ يمكن لقارئ أي كتاب في المنطق الرمزي أن يرد كل فكرة من أفكاره الأساسية إلى مصادرها. وبشكل عام تنقسم الدراسة في الكتاب إلى أربعة أبواب: تمثل حلقات أربعة في نشأة المنطق الرمزي وتطوره في الحلقة الأولى: تم وضع أعمال منطقية بدأت ولم تتم، من وجهة نظر المنطق الرمزي في صورته المتطورة-وتمثلت في المنطق الأرسطي، والمنطق الرواقي، مواقف ليبنتز ودي مورجان المنطقية. وفي الحلقة الثانية تم تناول جهود بول وبيرس وشرويدر. أما الحلقة الثالثة فخصصت لجهود فريحه وبيانو. وخصصت الحلقة الرابعة لتناول جهود رسل ووايتهد اللذين أخذ اتجاه فريحه بيانو وطوّر أفكارهما ونظرياتهما، كما طوّرا نظريات السابقين جميعاًً في نسق صوري محكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق