أسعد الجنابي: المنطق الرمزي المعاصر (نظري و تمارين محلولة) pdf - رفوف

اخر المواضيع

الاثنين، 11 يونيو 2018

أسعد الجنابي: المنطق الرمزي المعاصر (نظري و تمارين محلولة) pdf





يقال عادة أن المنطق الرمزى هو نمط جديد من الدراسات المنطقية جاء نتيجة التطورات العلمية الحديثة، وخاصة فى مجال الرياضيات، أو هو طريقة فنية جديدة لا نستطيع أن نعود بها تاريخيا إلى أبعد من منتصف القرن التاسع عشر على وجه التقريب...
ولكن هذه الدراسة لم تأخذ مكانها بين الدراسات المنطقية إلا منذ الربع الأول من القرن العشرين، ومع أن هذا القول يمكن أن يكون موضع نقاش فإننا فى الواقع لا نكاد نجد – قبل القرن التاسع عشر – شيئا يذكر عما نصطلح عليه اليوم بإسم (المنطق الرمزى).


ولو عثرنا على بعض الأفكار التى قد تكون متصلة بهذا النوع من الدراسة للاحظنا أنها فى غالب الأمر أفكار عامة على وجه يصعب معه القول أنها أساس المنطق الرمزى كما نعرفه اليوم.
والقارىء للكتابات المنطقية والفلسفية فى الأرباع الثلاثة الماضية من القرن العشرين يلاحظ موقفين متناقضين تجاه المنطق الرمزى:
إتجاه يؤيد هذا النوع من الدراسة ويرى فيه الطريق الصحيح لتقدم المنطق بشكل خاص والفلسفة بشكل عام، وكان معظم الممثلين لهذا الإتجاه من الرياضيين المناطقة.
وإتجاه آخر – يمثله الفلاسفة التقليديون – يعارض هذا النمط من المنطق ولا يرى فيه الطابع الفلسفى المطلوب فى المنطق، ذلك الطابع الذى نلمسه فى المنطق الصورى.
ولكن يبدو أن أن الإتجاه الأول هو الإتجاه السائد اليوم بين المشتغلين بالدراسات المنطقية، بل أصبح المنطق الرمزى بالنسبة لبعض الموضوعات الفلسفية هو الطريقة الفنية لصياغة قضاياها والتعبير الدقيق عنها.
أما بالنسبة لنا – نحن العرب – فمازال المنطق الرمزى موضوعا غريبا إلى حد ما، فنحن لم نألفه بعد، ولم نشعر حتى الآن أننا متعاطفون معه بالقدر الذى نتعاطف به نحو الفلسفة التقليدية والمنطق الصورى.
وقد لا يرجع ذلك إلى عيب فى هذا النوع من المنطق، بل إلى حداثته بالنسبة لنا، إذ لم يجد مكانا له فى جامعاتنا إلا منذ سنوات قليلة جدا، كما لم يجد له بين المشتغلين بالدراسات الفلسفية إلا عددا ضئيلا من المهتمين، نظرا لصعوبته وتجريده وظهوره بصورة أقرب إلى تخصص الرياضيين منه إلى تخصص الفلاسفة.
وإننى فى هذا البحث لا أهدف من ورائه إلى عرض مفصل لموضوعات المنطق الرمزى، بل كل ما أهدف إليه هو تعريف القارىء بهذا النمط من الدراسة بأكبر قدر من الوضوح، وبأبسط طريقة يمكن أن نقدم بها هذا التعريف.
ولكن لا يخفى على القارىء هنا أن الوضوح والبساطة هما أمران نسبيان، لأنهما يتوقفان على طبيعة الموضوع الذى يتحدث عنه المرء. ونحن هنا إذ كنا ندعى أننا سنتوخى البساطة فى العرض ووضوح الفكرة، فإننا فى الواقع أننا سنحاول قدر الجهد أن نحقق ذلك بالنسبة لهذا الفرع غير البسيط فى طبيعته ولغته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق