د. فؤاد زكريا: تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1949. نال الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1956 فى الفلسفة من جامعة عين شمس.
عمل أستاذا ورئيسا لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. وعمل أستاذا للفلسفة ورئيسا لقسمها فى جامعة الكويت «1974 ــ 1991». ترأس تحرير مجلتى «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية» فى مصر. عمل مستشارا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية فى اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة. وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية، وكان أيضا من مؤسسيها.
فؤاد زكريا يفرق في البداية بين موقفين قد لا يكونا بهذا الوضوح في أول وهلة ، وهو : من الممكن أن تكون حياة الفيلسوف سائرة في مجراها الطبيعي ، ويكون تفكيره تابعا لهذه الحياة ، مستمدا كله منها ، ومما أكتسبه من خبرات فيها .
ومن الممكن أيضا أن يكون تفكير الفيلسوف هو الأصل ، وتكون حياته كلها دائرة حول محور هذا التفكير : في الحالتين تكون حياة الفيلسوف وتفكيره شيئا واحدا ، ولكن يقول فؤاد زكريا : شتان ما بين الموقفين .
فيضع نيتشه في التصنيف الثاني ، أي أن فكره هو الأصل وما الحياة إلا صفة أضفاها علي هذا الفكر ، وبعث فيها الحياة .. وهكذا فحياته في هوية مع فكره ..
فيستنتج فؤاد زكريا هنا نتيجة غريبة وهو أن نيتشه نفسه كان يسخر من كل فيلسوف تجريدي ، يتفلسف بين جدرانه الأربعة ، علي كرسي وثير ، ويؤكد أن أحط صور الإنسان وأكثرها تشويها هي صورة الإنسان النظري .
فأين كان يتفلسف نيتشه ؟ ألم يكن أكثر الناس عزلة وتفرداً ؟!
[button color="blue" size="small" link="http://festyy.com/weaNpC" icon="fa fa-file-pdf-o fa-2x" target="true" nofollow="false"]تحميل[/button] [button color="blue" size="small" link="http://festyy.com/weaMxY" icon="fa fa-file-pdf-o fa-2x" target="true" nofollow="false"]تحميل[/button] [button color="red" size="small" link="http://festyy.com/weaMV9" icon="fa fa-book fa-2x" target="true" nofollow="false"]قراءة أونلاين[/button]
ويأسف الكاتب هنا من مرض نيتشه العقلي الذي جعل حظه سيئا من تأويلات بعض الكتاب ، فوصفوا كل كتاباته بطابع يتسم بالجنون ، وأن اللوثة العقلية تظهر فيها _ بدرجات مختلفة _ من البداية .
ولكن أي بحث موضوعي دقيق لكتابات نيتشه لا يؤدي إلي أي تأييد لهذا الادعاء الباطل .
فعكّس د \ فؤاد زكريا الاستنتاج الذي وصل له بعض الكتاب ، والذي وصلوا إليه هو : أن المرض كان سببا لأفكاره وكتاباته ، فيري هو أن المرض ليس سببا ، وانما نتيجة لهذه الاتجاهات ، تبعا لتأويل نيتشه نفسه لنفسه في كتاب ” هو ذا الرجل ” .
ويجد مبررا لهذا القول ، من أن حياة نيتشه كلها كانت تدور حول فكره ، وأن مشاكله الفكرية هي عناصر هذه الحياة ، وهي أشخاصها ، وهي التي في وسعها أن تعلو أو تهبط بها .
فبعد موافقتنا علي هذا التفسير ، لا يستبعد أن تؤدي به هذه المشاكل ذاتها _ في بعض الأحيان _ إلي المرض أو الصحة .
وضرب د\ فؤاد مثلا ، يقول : ففي الفترة التي دعاه فيها فاجنر إلي حضور أعياد بايرويت ، والتي كان نيتشه فيها قد بدأ يكفر بفن فاجنر . كان يشعر دائما بغثيان وصداع أليم . وكثيرا ما كان يعتذر عن الحضور لمرضه .
فليس من المستبعد أن تكون هذه الأعراض ذاتها _ في مثل هذه النفسية الحساسة الشفافة _ نتجية لتقزز عقلي بدأ يشعر به نحو أعمال فاجنر . لا سببا له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق