هربرت ريد: معني الفن PDF - رفوف

اخر المواضيع

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

هربرت ريد: معني الفن PDF

[wpedon id="1562" align="left"]



صدرت الطبعة الأولي من كتاب‏’‏ معني الفن‏’‏ لهربرت ريد‏(1968-1893)‏ في عام‏1931,‏ ورغم مرور أكثر من ثمانين عاما علي صدوره‏,‏ يظل واحدا من أفضل المداخل إلي موضوعه‏,‏ وأيسرها تناولا‏,‏ فهربرت ريد ليس مجرد مفكر أو عالم جمال‏, بل هو أيضا شاعر وروائي وناقد أدبي, ولهذا كانت قائمة مؤلفاته كثيرة ومتنوعة, فبالإضافة إلي معني الفن, هناك فلسفة الفن الحديث'(1925), و’الفن اليوم'(1933), و’الفن والصناعة'(1934), و’الفن والمجتمع'(1937), وأخيرا’ النحت الحديث'(1964). كما أن له دراسات تاريخية ونقدية عن بعض المصورين, مثل كتبه عن كلي, وجوجان, وكاندينسكي, وجميعها تدل علي خصوبة فكره ووفرة إنتاجه وتعدد مظاهر نشاطه, مما جعل بعض مؤرخي الفكر الإنجليزي المعاصر يضعونه علي رأس قائمة المفكرين المعاصرين الذين كان لآرائهم في فلسفة الفن وعلم الجمال أصداء هامة في الفكر العالمي كله.

[button color="blue" size="small" link="http://vializer.com/8g1G" icon="fa fa-file-pdf-o fa-2x" target="true" nofollow="false"]تحميل[/button] [button color="blue" size="small" link="http://vializer.com/8g3Z" icon="fa fa-file-pdf-o fa-2x" target="true" nofollow="false"]تحميل[/button] [button color="red" size="small" link="http://vializer.com/8g6G" icon="fa fa-book fa-2x" target="true" nofollow="false"]قراءة أونلاين[/button]


يبدأ هربرت ريد كتابه’ معني الفن’ بتعريف الفن بكل بساطة بأنه محاولة لخلق أشكال ممتعة, ومثل هذه الأشكال تشبع إحساسا بالجمال, وإحساسنا بالفن والجمال إنما ينبع من قدرتنا علي تذوق الوحدة أو التناغم بين مجموعة من العلاقات الشكلية من بين الأشياء التي تدركها حواسنا. فالإنسان يستجيب لشكل الأشياء القائمة أمام حواسه وسطحها وكتلتها, ويؤدي تناسق معين متعلق بسطح وشكل وكتلة الأشياء إلي إنتاج إحساس بالمتعة, بينما يؤدي الافتقار إلي مثل هذا التناسق إلي خلق شعور بعدم الارتياح أو الإحساس بالقبح.
إلا أن هربرت ريد ينظر إلي الإحساس بالجمال علي أنه ظاهرة نسبية, تبدت في التاريخ عبر صور وأشكال عديدة. كما يري أن معظم مفاهيمنا الخاطئة عن الفن إنما ترجع إلي الافتقار إلي الثبات في استخدام كلمتي الفن والجمال, فنحن نزعم دائما أن كل ما هو جميل يكون فنا, أو أن كل ما هو فن جميل, وأن كل ما ليس بجميل ليس فنا, وأن القبح هو نقيض الفن. ويكمن هذا التعريف للفن والجمال وراء كل المصاعب التي تواجهنا في تقييم الفن.
لقد ظهر هذا الارتباط بين الفن والجمال في اليونان القديمة, وأصبح نقطة انطلاق لفلسفة معينة في الحياة, وهي الفلسفة التي أطلقت الصفات البشرية علي الآلهة, وبالتالي فقد مجدت كل القيم الإنسانية, ولم تر في الآلهة غير بشر تضخمت أحجامهم. وكان نموذج الفن الكلاسيكي, كما يظهر في تمثال أبولو بلفدير(350 ق. م) أو تمثال أفروديت ميلوس(200 ق. م), مثالا كاملا لنماذج إنسانية تشكلت بصورة كاملة, ووضعت نسبها بصورة كاملة, نبيلة وسامية, وكانت بكلمة واحدة: جميلة.
وقد ورثت روما هذا النموذج من الجمال, الذي بعث من جديد في عصر النهضة, ومازلنا نعيش علي تقاليده رغم بعده عن ظروفنا القائمة. ويختلف هذا المثال’ النموذج’ عن المثال المسيحي, الذي كان إلهيا أكثر منه إنسانيا, وكان ذهنيا مجردا منسحبا من الحياة. وهو يختلف عن المثال البدائي, الذي كان أقرب لأن يكون استرضاء واستعطافا, وتعبيرا عن الخوف في مواجهة العالم الغامض الشديد القسوة. إن تمثالا إغريقيا لأفروديت, أو صورة بيزنطية للعذراء, أو قناعا أفريقيا لوحش, لا يمكن أن تنتمي جميعا إلي نفس المفهوم الكلاسيكي عن الجمال ولكن عاداتنا في التفكير تعتمد اعتمادا كبيرا علي ما نتزود به من الكلمات, حتي أننا نحاول أن نرغم هذه الكلمة الواحدة’ الجمال’ علي أن تخدم أغراض تلك النماذج المختلفة للفن.
وإذا كان كثير من علماء الجمال قد اهتموا بدراسة سيكولوجية الفن, علي اعتبار أن العمل الفني هو بمثابة تعبير عن شخصية صاحبه, فإن هربرت ريد يؤكد لنا في كتابه أن ما يجعل من العمل الفني موضوعا جماليا له وجوده في صميم الواقع, إنما هو ذلك التنظيم الخاص الذي خضعت له العناصر المادية المكونة له, لا المعني الذي يعبر عنه. وأما المحاولات التي يقوم بها بعض علماء الجمال من أجل تفسير العمل الفني بالاستناد إلي النواحي السيكولوجية, فإن هربرت ريد لا يري فيها سوي محاولات قاصرة تشبه من بعض الوجوه تفسير طبيعة النبات بتحليل كيمياء التربة التي نبت فيها, فشخصية الفنان لا تكفي وحدها لتفسير حقيقة العمل الفني.
ولا يقتصر هربرت ريد علي القول بأن شخصية الفنان قلما تكفي لتفسير عمله الفني, بل يضيف إلي ذلك أنه ليس في النشاط الفني أي عنصر شخصي, بالمعني الدقيق لهذه الكلمة. وعلي الرغم من أن الفن العظيم لا يمكن أن يخلو من حساسية وموهبة, إلا أن الفنان نفسه مجرد واسطة أو مجري لبعض القوي اللاشخصية, وما يميز العمل الفني الأصيل عن العمل الفني التافه إنما هو الهدف الذي وجهت نحوه حساسية الفنان وموهبته, وبالتالي فإنه ليس ما يمنع الفنان من استخدام نفس المواهب الفنية التي أبدع بفضلها بعض الأعمال الفنية الكبري, من أجل تحقيق بعض الأعمال الفنية التافهة أو الرخيصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق