يشرّح كتاب "إدارة التوحش" الفكر الأيديولوجي لتنظيم القاعدة، ويصنفه البعض على أنه "دستور" تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي ينهل منه جوانب عديدة من معتقداته المتشددة.
ويقع هذا الكتاب في 113 صفحة ضمنها الكاتب ستة مباحث و10 فصول ومجموعة من المقالات قدمت بالشرح والتفصيل رؤية القاعدة في كيفية إدارة المناطق التي تسيطر عليها وما ترى أنه "واقع الأمة الإسلامية".
مؤلف الكتاب يدعى "أبو بكر ناجي"، وهو شخصية غامضة لا يعرف ما إذا كانت حقيقية أم اسما مستعارا.
ويعتقد البعض بأن المؤلف هو مصري كان يشغل منصب منسق الشؤون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة يدعى سيف العدل.
وتؤكد آراء بعض القراء التي تركوها على موقع "goodreads.com"، بأن هذا الكتاب ثمرة لجهد جماعي وليس من تأليف شخص واحد، ويرجحون أن يكون أبو بكر ناجي مجرد اسم مستعار وضع على الكتاب ليبقى مؤلفوه مجهولين.
فكرة "التوحش"
يتخيل الكاتب واقع الدول الإسلامية بعد انهيار الأنظمة التي تحكمها حاليا. ويتوقع أن تسود المناطق التي تشهد سقوط أنظمة، فوضى كبيرة تتجاوز حالة الفوضى العادية لتصل إلى مرحلة من التوحش.
وحسب رأي الكاتب فإن "التوحش" حالة ضرورية تعقب "سقوط الدول الكبرى والإمبراطوريات سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية". وهو الوضع الذي يرى الكاتب أنه يجب على القاعدة التعامل معه وإدارته على اعتبار أنها القوة التي ستحل محل الأنظمة القائمة.
وتقوم تلك الإدارة على تلبية حاجيات الناس من الغذاء والأمن والدواء، قبل المرور إلى مرحلة "إقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش".
ولاحقا ينظر الكتاب إلى الشروع في تدريب الجميع على القتال لتشكيل "المجتمع المقاتل"، وضمان أمن "منطقة التوحش"، بل وربما توسيعها والسيطرة على مناطق جديدة.
ويبرز الكتاب في شرحه للخطوات اللازمة لإدارة التوحش ضرورة "الترقي حتى تتحقق إمكانية التوسع والقدرة على الإغارة على الأعداء لردعهم وغنم أموالهم وإبقائهم في توجس دائم وحاجة للموادعة".
ويمضي الكاتب في شرحه لمفهوم الجهاد في الفصل الرابع الذي اختير له عنوان "اعتماد الشدة" إلى أن "الجهاد ما هو إلا شدة وغلظة وإرهاب وتشريد وإثخان".
وجاء في الكتاب أنه "لا يمكن أن يستمر القتال وينتقل من مرحلة إلى أخرى إلا إذا كانت مرحلة البداية فيها مرحلة إثخان العدو وتشريده، بل يحتاج لهذه الشدة في المراحل الأخرى في كثير من الأحيان".
وهذا القتل لا يميز بين من يعتبرهم الكاتب قوات العدو أو الأنظمة العميلة، فيجب بحسبه "إنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها "
وتتم هذه العملية "في مناطق الدول الرئيسية المرشحة وغير المرشحة كذلك، بعمليـات وإن كانت صغيرة الحجم أو الأثر - ولو ضربة عصا على رأس صليبي - إلا أن انتشارها وتصاعديتها سيكون له تأثير على المدى الطويل".
وبالنسبة للكاتب، فإنه لا خيار أمام من يوجدون في مناطق سيطرة القاعدة سوى الانضمام إليها أو أن يتم قتلهم، موضحا في هذا السياق "نبدأ بتخيير القوات الضعيفة بين القتل أو الانضمام إلينا".
تصف وزارة الداخلية السعودية هذا الكتاب بأنه "أحد الأعمدة الفكرية" لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.
ومنع الكتاب من التداول في دول عربية، لكنه موجود في العديد من الروابط على الإنترنت.
الكتاب في عيون قرائه
تصبُ آراء قراء اطلعوا على هذا الكتاب نقدا لاذعا على الفكر التكفيري، الذي يتضمنه وتقديمه لمبررات تحث "أصحاب الفكر المتطرف" على ارتكاب أفعال إرهابية.
وقد وصل الأمر بأحد القراء إلى وصف الكتاب بأنه "دستور داعش".
وهذه نماذج من التعليقات التي تركها قراء على موقع "goodreads.com" بعد اطلاعهم على كتاب "إدارة التوحش"، تم توزيعها حسب ما يلي:
النموذج الأول:
"أسوأ ما في الكتاب هو الفكر المتطرف والتكفير بلا هوادة وعدم إنكار المفاسد والآثار الجانبية السيئة، التي قامت بها هذه الجماعات في مختلف البلدان الإسلامية من قتل وتشريد وتدمير وزرع الخوف من الإسلام نفسه بين المسلمين".
النموذج الثاني:
"كتاب ينبغي أن يقرأه كل من ينتمي إلى بلاد تعاني من إجرام الإرهابيين، كي يفهم تفكيرهم ومشروعهم وكي يجد تفسيرات لأفعالهم غير العشوائية كما تبدو للوهلة الأولى. هو كتاب سيء اللغة لكن يمكن التغاضي عن هذا الأمر إذا ما تناولنا الكتاب كمنهج لأصحاب الفكر المتطرف".
النموذج الثالث:
"لكي تفهم عقلية داعش والتكتيكات التي يتبعها عليك قراءة هذا الكتاب.
أكاد أجزم أنه يعتبر دستور داعش. صاحب الكتاب (أبوبكر ناجي ) هو اسم مستعار ويعتقد أنه هو سيف العدل المصري المسؤول الأمني في تنظيم القاعدة.
اعتمد الكتاب على ثلاثة مبادئ:
1- شوكة النكاية والإنهاك
2- إدارة التوحش
3- مرحلة التمكين وقيام الدولة
النموذج الرابع:
"الكاتب يرى أن الأمة تمر الآن بمرحلة التوحش التي تلي مرحلة الدولة القطرية، فإذا أحسنت الحركة الجهادية إدارتها فستمر الأمة إلى مرحلة الخلافة، وإلا فستذهب لمرحلة أكثر توحشا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق